فصل: بَاب مَا جَاءَ أَن الْكَافِر يطعم بحسناته فِي الدُّنْيَا:

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: الأحكام الشرعية الكبرى



.بَاب مَا جَاءَ أَن الْكَافِر يطعم بحسناته فِي الدُّنْيَا:

مُسلم: حَدثنَا عَاصِم بن النَّضر التَّيْمِيّ، ثَنَا مُعْتَمر قَالَ: سَمِعت أبي قَالَ: ثَنَا قَتَادَة، عَن أنس بن مَالك، عَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «إِن الْكَافِر إِذا عمل حَسَنَة أطْعم بهَا طعمة فِي الدُّنْيَا، وَأما الْمُؤمن فَإِن الله يدّخر لَهُ حَسَنَاته فِي الْآخِرَة وَيُعْطِيه رزقا على طَاعَته».
مُسلم: حَدثنَا أَبُو بكر بن أبي شيبَة وَزُهَيْر بن حَرْب- وَاللَّفْظ لزهير- قَالَا: ثَنَا يزِيد بن هَارُون، أبنا همام بن يحيى، عَن قَتَادَة، عَن أنس بن مَالك قَالَ: قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «إِن الله لَا يظلم مؤمناُ حَسَنَة، يُعْطي بهَا فِي الدُّنْيَا ويجزى بهَا فِي الْآخِرَة، وَأما الْكَافِر فَيعْطى بحسنات مَا عمل بهَا الله فِي الدُّنْيَا، حَتَّى إِذا أفْضى إِلَى الْآخِرَة لم يكن لَهُ حَسَنَة يجزى بهَا».

.بَاب الْكَفّ على من أصلح عَلَانِيَته وَلَا يفتش عَن سَرِيرَته:

مُسلم: حَدثنَا قُتَيْبَة بن سعيد، ثَنَا لَيْث. وثنا ابْن رمح- وَاللَّفْظ مُتَقَارب- أَنا اللَّيْث، عَن ابْن شهَاب، عَن عَطاء بن يزِيد اللَّيْثِيّ، عَن عبيد الله بن عدي بن الْخِيَار، عَن الْمِقْدَاد بن الْأسود أَنه أخبرهُ أَنه قَالَ: «يَا رَسُول الله، أَرَأَيْت إِن لقِيت رجلا من الْكفَّار فقاتلني فَضرب إِحْدَى يَدي بِالسَّيْفِ، فقطعها، ثمَّ لَاذَ مني بشجرة، فَقَالَ: أسلمت لله. أفأقتله يَا رَسُول الله بعد أَن قَالَهَا؟ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: لَا تقتله. فَقلت: يَا رَسُول الله، إِنَّه قد قطع يَدي، ثمَّ قَالَ ذَلِك بعد أَن قطعهَا، أفأقتله؟ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: لَا تقتله، فَإِن قَتله فَإِنَّهُ بمنزلتك قبل أَن تقلته، وَإنَّك بِمَنْزِلَتِهِ قبل أَن يَقُول كَلمته الَّتِي قَالَ».
وحَدثني إِسْحَاق بن إِبْرَاهِيم وَعبد بن حميد، قَالَا: أَنا عبد الرَّزَّاق، أَنا معمر.
وثنا إِسْحَاق بن مُوسَى الْأنْصَارِيّ، ثَنَا الْوَلِيد بن مُسلم، عَن الْأَوْزَاعِيّ.
وثنا مُحَمَّد بن رَافع، ثَنَا عبد الرَّزَّاق، أَنا ابْن جريج، جَمِيعًا عَن الزُّهْرِيّ بِهَذَا الْإِسْنَاد، أما الْأَوْزَاعِيّ وَابْن جريح فَفِي حَدِيثهمَا: «قَالَ: أسلمت لله» كَمَا قَالَ اللَّيْث، وَأما معمر فَفِي حَدِيثه: «فَلَمَّا أهويت لأقلته قا: لَا إِلَه إِلَّا الله».
مُسلم: حَدثنَا أَحْمد بن الْحسن بن خرَاش، ثَنَا عَمْرو بن عَاصِم، ثَنَا مُعْتَمر، سَمِعت أبي يحدث أَن خَالِد الأثبج ابْن أخي صَفْوَان بن مُحرز، حدث عَن صَفْوَان بن مُحرز أَنه حدث «أَن جُنْدُب بن عبد الله البَجلِيّ بعث إِلَى عسعس بن سَلامَة زمن فتْنَة ابْن الزبير، فَقَالَ: اجْمَعْ لي نَفرا من إخوانك حَتَّى أحدثهم، فَبعث رَسُولا إِلَيْهِم، فَلَمَّا اجْتَمعُوا جَاءَ جُنْدُب وَعَلِيهِ برنس أصفر، فَقَالَ: تحدثُوا بِمَا كُنْتُم تحدثون بِهِ. حَتَّى دَار الحَدِيث إِلَيْهِ حسر الْبُرْنُس عَن رَأسه، فَقَالَ: إِنِّي أتيتكم وَلَا أُرِيد أَن أخْبركُم إِلَّا عَن نَبِيكُم صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، إِن رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بعث بعثاً من الْمُسلمين إِلَى قوم من الْمُشْركين، وَأَنَّهُمْ الْتَقَوْا، فَكَانَ رجل من الْمُشْركين إِذا شَاءَ أَن يقْصد إِلَى رجل من الْمُسلمين قصد لَهُ فَقتله، وَإِن رجلا من الْمُسلمين قصد غفلته- قَالَ: وَكُنَّا نُحدث أَنه أُسَامَة بن زيد- فَلَمَّا رفع عَلَيْهِ السَّيْف قَالَ: لَا إِلَه إِلَّا الله. فَقتله فجَاء البشير إِلَى رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَسَأَلَهُ، فَأخْبرهُ حَتَّى أخبرهُ خبر الرجل كَيفَ صنع، فَدَعَاهُ فَسَأَلَهُ، فَقَالَ: وَلم قتلته؟ قَالَ: يَا رَسُول الله، أوجع فِي الْمُسلمين وَقتل فلَانا وَفُلَانًا- وسمى لَهُ نَفرا- وَإِنِّي حملت عَلَيْهِ، فَلَمَّا رأى السَّيْف قَالَ: لَا إِلَه إِلَّا الله. قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: قتلته؟ قَالَ: نعم. قَالَ: كَيفَ تصنع بِلَا إِلَه إِلَّا الله إِذا جَاءَت يَوْم الْقِيَامَة؟ قَالَ: يَا رَسُول الله، اسْتغْفر لي. قَالَ: كَيفَ تصنع بِلَا إِلَه إِلَّا الله إِذا جَاءَت يَوْم الْقِيَامَة؟ قَالَ: يَا رَسُول الله، اسْتغْفر لي. قَالَ: كَيفَ تصنع بِلَا إِلَه إِلَّا الله إِذا جَاءَت يَوْم الْقِيَامَة؟ قَالَ: فَجعل لَا يزِيدهُ على أَن يَقُول: كَيفَ تصنع بِلَا إِلَه إِلَّا الله إِذا جَاءَت يَوْم الْقِيَامَة؟».
خَالِد الأثبج هُوَ خَالِد بن بَاب الربعِي الأجدث بَصرِي، روى عَنهُ أَبُو الْأَشْهب وَأَبُو نَضرة وَسليمَان بن زيد وَهِشَام بن حسان وَغَيرهم.
مُسلم: حَدثنَا يَعْقُوب الدَّوْرَقِي، حَدثنَا هشيم، أَنا حُصَيْن، ثَنَا أَبُو ظبْيَان قَالَ: سَمِعت أُسَامَة بن زيد بن حَارِثَة يحدث قَالَ: «بعثنَا رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى الحرقة من جُهَيْنَة، فصبحنا الْقَوْم فهزمناهم. قَالَ: وَلَحِقت أَنا وَرجل من الْأَنْصَار رجلا مِنْهُم، فَلَمَّا غشيناه قَالَ: لَا إِلَه إِلَّا الله. قَالَ: فَكف عَنهُ الْأنْصَارِيّ وطعنته برمحي حَتَّى قتلته، فَلَمَّا قدمنَا بلغ ذَلِك النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ لي: يَا أُسَامَة،، أقتلته بَعْدَمَا قَالَ: لَا إِلَه إِلَّا الله؟ قَالَ: قلت: يَا رَسُول الله، إِنَّمَا كَانَ مُتَعَوِّذًا. قَالَ: فَقَالَ: أقتلته بَعْدَمَا قَالَ لَا إِلَه إِلَّا الله؟ قَالَ: فَمَا زَالَ يكررها عَليّ حَتَّى تمنيت أَنِّي لم أكن اسلمت قبل ذَلِك الْيَوْم».
وَقد تقدم فِي بَاب قبُول ظواهر النَّاس فِي الشَّهَادَتَيْنِ قَوْله عَلَيْهِ السَّلَام لأسامة فِي هَذَا الحَدِيث: «أَفلا شققت على قلبه حَتَّى تعلم أقالها أم لَا».
مُسلم: حَدثنَا قُتَيْبَة بن سعيد، ثَنَا عبد الْوَاحِد، عَن عمَارَة بن الْقَعْقَاع، حَدثنَا عبد الرَّحْمَن بن أبي نعم، قَالَ: سَمِعت أَبَا سعيد الْخُدْرِيّ يَقُول: «بعث عَليّ بن أبي طَالب إِلَى رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ من الْيمن بذهبة فِي أَدِيم مقروظ، لم تحصل من ترابها، قَالَ: فَقَسمهَا بَين أَرْبَعَة نفر: بَين عُيَيْنَة بن بدر، والأقرع بن حَابِس، وَزيد الْخَيل، وَالرَّابِع إِمَّا عَلْقَمَة بن علاثة وَإِمَّا عَامر بن الطُّفَيْل، فَقَالَ: أَلا تأمنوني وَأَنا أَمِين من فِي السَّمَاء، يأتيني خبر السَّمَاء صباحاً وَمَسَاء؟ قَالَ: فَقَامَ رجل غائر الْعَينَيْنِ، مشرف الوجنتين، ناشر الْجَبْهَة، كث اللِّحْيَة، محلوق الرَّأْس، مشمر الْإِزَار فَقَالَ: يَا رَسُول الله، اتَّقِ الله. قَالَ: وَيلك، أَو لست أَحَق أهل الأَرْض أَن يَتَّقِي الله؟ قَالَ: ثمَّ ولى الرجل، فَقَالَ خَالِد بن الْوَلِيد: يَا رَسُول الله، أَلا أضْرب عُنُقه؟ فَقَالَ: لَا لَعَلَّه أَن يكون يُصَلِّي. قَالَ خَالِد: وَكم من مصل يَقُول بِلِسَانِهِ مَا لَيْسَ فِي قلبه. فَقَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: إِنِّي لم أُؤمر أَن أنقب عَن قُلُوب النَّاس، وَلَا أشق بطونهم. قَالَ: ثمَّ نظر إِلَيْهِ وَهُوَ مقف، فقلا: إِنَّه يخرج من ضئضئ هَذَا قوم يَتلون كتاب الله رطبا لَا يُجَاوز حَنَاجِرهمْ، يَمْرُقُونَ من الدَّين كَمَا يَمْرُق السهْم من الرَّمية قَالَ: أَظُنهُ قَالَ: لَئِن أدركتهم لأقتلنهم قتل عَاد»

.بَاب قَول النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «إِن الله يُؤَيّد هَذَا الدَّين بِالرجلِ الْفَاجِر»:

البُخَارِيّ: حَدثنَا أَبُو الْيَمَان، أَنا شُعَيْب، عَن الزُّهْرِيّ.
وحَدثني مَحْمُود، ثَنَا عبد الرَّزَّاق، أخبرنَا معمر، عَن الزُّهْرِيّ، عَن ابْن الْمسيب، عَن أبي هُرَيْرَة قَالَ: «شَهِدنَا مَعَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ لرجل مِمَّن يدعى بِالْإِسْلَامِ: هَذَا من أهل النَّار. فَلَمَّا حضر الْقِتَال قَاتل الرجل قتالاً شَدِيدا فأصابته جِرَاحَة. فَقيل: يَا رَسُول الله، الَّذِي قلت لَهُ: إِنَّه من أهل النَّار فَإِنَّهُ قد قَاتل الْيَوْم قتالا شَدِيدا وَقد مَاتَ، فَقَالَ النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: إِلَى النَّار. قَالَ: فكاد بعض النَّاس أَن يرتاب. فَبينا هم على ذَلِك إِذْ قيل: إِنَّه لم يمت وَلَكِن بِهِ جرحا شَدِيدا، فَلَمَّا كَانَ من اللَّيْل لم يصبر على الْجراح فَقتل نَفسه، فَأخْبر النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بذلك فَقَالَ: الله أكبر، أشهد اني عبد الله وَرَسُوله. ثمَّ أَمر بِلَالًا فَنَادَى فِي النَّاس: إِنَّه لَا يدْخل الْجنَّة إِلَّا نفس مسلمة، وَإِن الله ليؤيد هَذَا الدَّين بِالرجلِ الْفَاجِر».

.بَاب الْأَعْمَال بخواتيهما:

مُسلم: حَدثنَا قُتَيْبَة بن سعيد، حَدثنَا يَعْقُوب- وَهُوَ ابْن عبد الرَّحْمَن الْقَارِي حَيّ من الْعَرَب- عَن أبي حَازِم، عَن سهل بن سعد السَّاعِدِيّ «أَن رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ التقى هُوَ وَالْمُشْرِكُونَ، فَاقْتَتلُوا، فَلَمَّا مَال رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى عسكره، وَمَال الْآخرُونَ إِلَى عَسْكَرهمْ، وَفِي أَصْحَاب رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رجل لَا يدع لَهُم شَاذَّة وَلَا فاذة إِلَّا اتبعها يضْربهَا بِسَيْفِهِ، فَقَالُوا: مَا أَجْزَأَ منا الْيَوْم أحد كَمَا أَجْزَأَ فلَان. فَقَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أما إِنَّه من أهل النَّار. فَقَالَ رجل من الْقَوْم: أَنا صَاحبه أبدا. قَالَ: فَخرج مَعَه، كلما وقف وقف مَعَه، وَإِذا أسْرع أسْرع مَعَه، قَالَ: فجرح الرجل جرحا شَدِيدا، فاستعجل الْمَوْت، فَوضع سَيْفه بِالْأَرْضِ وذبابة بَين ثدييه، ثمَّ تحامل على سَيْفه فَقتل نَفسه، فَخرج الرجل إِلَى رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ: أشهد أَنَّك رَسُول الله. قَالَ: وَمَا ذَاك؟ قَالَ: الرجل الَّذِي ذكرت آنِفا أَنه من أهل النَّار، فأعظم النَّاس ذَلِك، فَقلت: أَنا لكم بِهِ فَخرجت فِي طلبه حَتَّى جرح جرحا شَدِيدا، فاستعجل الْمَوْت، فَوضع نصل سَيْفه بِالْأَرْضِ، وذبابه بَين ثدييه، ثمَّ تحامل عَلَيْهِ فَقتل نَفسه. فَقَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عِنْد ذَلِك: إِن الرجل ليعْمَل عمل الْجنَّة- فِيمَا يَبْدُو للنَّاس- وَهُوَ من أهل النَّار، وَإِن الرجل ليعْمَل عمل النَّار- فِيمَا يَبْدُو للنَّاس- وَهُوَ من أهل الْجنَّة».

.بَاب مثل الْمُسلمين وَأهل الْكِتَابَيْنِ:

البُخَارِيّ: حَدثنَا سُلَيْمَان بن حَرْب، ثَنَا حَمَّاد- هُوَ ابْن زيد- عَن أَيُّوب، عَن نَافِع، عَن ابْن عمر عَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «مثلكُمْ وَمثل أهل الْكِتَابَيْنِ كَمثل رجل اسْتَأْجر أجراء فَقَالَ: من يعْمل لي من غدْوَة إِلَى نصف النَّهَار على قِيرَاط. فَعمِلت الْيَهُود ثمَّ قَالَ: من يعْمل لي من نصف النَّهَار إِلَى صَلَاة الْعَصْر على قِيرَاط. فَعمِلت النَّصَارَى ثمَّ قَالَ: من يعْمل من الْعَصْر إِلَى أَن تغيب الشَّمْس على قيراطين. فَأنْتم هم، فَغضِبت الْيَهُود وَالنَّصَارَى، قَالُوا: مَا لنا أَكثر عملا وَأَقل عَطاء؟! قَالَ: هَل نقصتكم من حقكم؟ قَالُوا: لَا. قَالَ: فَذَلِك فصلى أوتيه من أَشَاء».
البُخَارِيّ: حَدثنَا مُحَمَّد بن الْعَلَاء، حَدثنَا أَبُو أُسَامَة، عَن بريد، عَن أبي بردة، عَن أبي مُوسَى عَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «مثل الْمُسلمين وَالْيَهُود وَالنَّصَارَى كَمثل رجل اسْتَأْجر قوما يعْملُونَ لَهُ عملا يَوْمًا إِلَى اللَّيْل على أجر مَعْلُوم فعملوا لَهُ إِلَى نصف النَّهَار، فَقَالُوا: لَا حَاجَة لنا إِلَى أجرك الَّذِي شرطت لنا، وَمَا عَملنَا بَاطِل، فَقَالَ لَهُم: لَا تَفعلُوا أكملوا بَقِيَّة عَمَلكُمْ وخذوا أجركُم كَامِلا. فَأَبَوا وَتركُوا، واستأجر آخَرين بعدهمْ، فَقَالَ: أكملوا بَقِيَّة يومكم هَذَا وَلكم الَّذِي شرطت لَهُم من الْأجر، فعملوا حَتَّى إِذا كَانَ حِين صَلَاة الْعَصْر، قَالُوا: لَك مَا عَملنَا بَاطِل، وَلَك الْأجر الَّذِي جعلت لنا فِيهِ. فَقَالَ: أكملوا بَقِيَّة عَمَلكُمْ، فَإِن مَا بَقِي من النَّهَار شَيْء يسير، فَأَبَوا فاستأجر قوما أَن يعملوا لَهُ بَقِيَّة يومهم، فعملوا بَقِيَّة يومهم حَتَّى غَابَتْ الشَّمْس واستكملوا أجر الْفَرِيقَيْنِ كِلَاهُمَا فَذَلِك مثلهم وَمثل مَا قبلوا من هَذَا النُّور». أَبُو بردة اسْمه عَامر بن عبد الله، وَأَبُو أُسَامَة اسْمه حَمَّاد بن أُسَامَة.

.بَاب اتِّبَاع الْمُسلمين سنَن أهل الْكِتَابَيْنِ:

مُسلم: حَدثنَا سُوَيْد بن سعيد، ثَنَا حَفْص بن ميسرَة، حَدثنِي زيد بن أسلم، عَن عَطاء بن يسَار، عَن أبي سعيد الْخُدْرِيّ قَالَ: قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «لتتبعن سنة الَّذين من قبلكُمْ شبْرًا بشبر وذراعاً بِذِرَاع حَتَّى لَو دخلُوا فِي جُحر ضَب لاتبعتموهم. قُلْنَا: يَا رَسُول الله، الْيَهُود وَالنَّصَارَى؟ قَالَ: فَمن؟».
البُخَارِيّ: حَدثنَا سعيد بن أبي مَرْيَم، ثَنَا أَبُو غَسَّان، حَدثنِي زيد بْن أسلم.
قَالَ البُخَارِيّ: وَحدثنَا مُحَمَّد بن عبد الْعَزِيز، ثَنَا أَبُو عمر الصَّنْعَانِيّ- من الْيمن- عَن زيد بن أسلم، عَن عَطاء بن يسَار، عَن أبي سعيد الْخُدْرِيّ، عَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «لتتبعن سنَن من قبلكُمْ شبْرًا بشبر، وذراعاً بِذِرَاع، حَتَّى لَو سلكوا جُحر ضَب لسلكتموه. قُلْنَا: يَا رَسُول الله، الْيَهُود وَالنَّصَارَى؟ قَالَ النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: فَمن؟!».
هَذَا لفظ سعيد بن أبي مَرْيَم، وَلَفظ مُحَمَّد بن عبد الْعَزِيز: «لتتبعن سنَن من قبلكُمْ شبْرًا شبْرًا، وذراعاً ذِرَاعا، حَتَّى لَو دخلُوا جُحر ضَب تبعتموهم. قُلْنَا: يَا رَسُول الله، الْيَهُود وَالنَّصَارَى؟ قَالَ: فَمن؟!».
البُخَارِيّ: حَدثنَا أَحْمد بن يُونُس، ثَنَا ابْن أبي ذِئْب، عَن المَقْبُري، عَن أبي هُرَيْرَة عَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «لَا تقوم السَّاعَة حَتَّى تَأْخُذ أمتِي بِأخذ الْقُرُون قبلهَا، شبْرًا بشبر، وذرعاً بِذِرَاع. قيل: يَا رَسُول الله، فَارس وَالروم؟ فَقَالَ: وَمن النَّاس إِلَّا أُولَئِكَ».
التِّرْمِذِيّ: حَدثنَا سعيد بن عبد الرَّحْمَن، حَدثنَا سُفْيَان، عَن الزُّهْرِيّ، عَن سِنَان بن أبي سِنَان، عَن أبي وَاقد اللَّيْثِيّ «أَن رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لما خرج إِلَى حنين مر بشجرة للْمُشْرِكين يُقَال لَهَا: ذَات أنواط، يعلقون عَلَيْهَا أسلحتهم، فَقَالُوا: يَا رَسُول الله، اجْعَل لنا ذَات أنواط كَمَا لَهُم ذَات أنواط. فَقَالَ النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: سُبْحَانَ الله، هَذَا كَمَا قَالَ قوم مُوسَى: اجْعَل لنا إِلَهًا كَمَا لَهُم آلِهَة، وَالَّذِي نَفسِي بِيَدِهِ لتركبن سنة من كَانَ قبلكُمْ».
قَالَ أَبُو عِيسَى: هَذَا حَدِيث حسن صَحِيح، وَأَبُو وَاقد اسْمه الْحَارِث بن عَوْف.