فصل: بَاب رفع الصَّوْت بِالْعلمِ والإنصات للْعُلَمَاء:

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: الأحكام الشرعية الكبرى



.بَاب التحلق فِي الْمَسْجِد:

مُسلم: حَدثنَا قُتَيْبَة بن سعيد، عَن مَالك بن أنس- فِيمَا قرئَ عَلَيْهِ- عَن إِسْحَاق بن عبد الله بن أبي طَلْحَة أَن أَبَا مرّة مولى عقيل بن أبي طَالب أخبرهُ، عَن أبي وَاقد اللَّيْثِيّ «أَن رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَيْنَمَا هُوَ جَالس فِي الْمَسْجِد- وَالنَّاس مَعَه- إِذا أقبل نفر ثَلَاثَة، فَأقبل اثْنَان إِلَى رَسُول الله وَذهب وَاحِد، قَالَ: فوقفا على رَسُول الله فَأَما أَحدهمَا فَرَأى فُرْجَة فِي الْحلقَة فَجَلَسَ، وَأما الآخر فَجَلَسَ خَلفهم، وَأما الثَّالِث فَأَدْبَرَ ذَاهِبًا، فَلَمَّا فرغ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: أَلا أخْبركُم عَن النَّفر الثَّلَاثَة. أما أحدهم فأوى إِلَى الله فآواه الله، وَأما الآخر فاستحيا فاستحيا الله مِنْهُ، وَأما الآخر فَأَعْرض فَأَعْرض الله عَنهُ».

.بَاب لعن من جلس وسط الْحلقَة:

الْبَزَّار: حَدثنَا أَحْمد بن عَبدة، أَنا يزِيد بن زُرَيْع، ثَنَا سعيد بن أبي عرُوبَة، عَن قَتَادَة، عَن أبي مجلز «أَن حُذَيْفَة رأى رجلا جلس وسط الْحلقَة فَقَالَ: أما هَذَا فَمَلْعُون على لِسَان مُحَمَّد. أَو قَالَ: مَلْعُون على لِسَان مُحَمَّد صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ من جلس وسط الْحلقَة».
قَالَ: وَهَذَا الحَدِيث لَا نعلمهُ يرْوى عَن رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَّا بِهَذَا الْإِسْنَاد.

.بَاب توقير الْعَالم وَمَعْرِفَة حَقه:

النَّسَائِيّ: أخبرنَا مُحَمَّد بن عبد الْأَعْلَى، ثَنَا خَالِد بن الْحَارِث، عَن شُعْبَة، أَن زِيَاد بن علاقَة حَدثهمْ قَالَ: سَمِعت أُسَامَة بن شريك يَقُول: «أتيت رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَإِذا أَصْحَابه عِنْده كَأَن رُءُوسهم الطير».
الطَّحَاوِيّ: حَدثنَا يُونُس بن عبد الْأَعْلَى وَمُحَمّد بن عبد الله بن الحكم، قَالَا: أَنا عبد الله بن وهب، أَخْبرنِي مَالك بن الْخَيْر الزبادي، عَن أبي قبيل، عَن عبَادَة بن الصَّامِت أَن رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قل: «لَيْسَ منا من لم يجل كَبِيرنَا، وَيرْحَم صَغِيرنَا، وَيعرف لعالمنا».
أَبُو قبيل اسْمه حييّ بن هَانِئ، ثِقَة مَشْهُور.

.بَاب هَل يَجْعَل للْعَالم مَوضِع مشرف يجلس عَلَيْهِ:

النَّسَائِيّ: أخبرنَا إِسْحَاق بن إِبْرَاهِيم، أَنا جرير، عَن أبي فَرْوَة، عَن أبي زرْعَة بن عَمْرو بن جرير، عَن أبي هُرَيْرَة وَأبي ذَر قَالَا: «كَانَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يجلس بَين ظهراني أَصْحَابه، فَيَجِيء الْغَرِيب فَلَا يدْرِي أَيهمْ هُوَ حَتَّى يسْأَل، فطلبنا إِلَى رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَن نجْعَل لَهُ مَجْلِسا فيعرفه الْغَرِيب إِذا أَتَى، فبنينا لَهُ دكانا من طين، فَكَانَ يجلس عَلَيْهِ، وَكُنَّا نجلس بجانبيه سماطين». أَبُو فَرْوَة اسْمه عُرْوَة بن الْحَارِث، ثِقَة مَشْهُور.

.بَاب من لم يدن من الْعَالم وَلَا سَأَلَهُ حَتَّى استأذنه:

الْبَزَّار: حَدثنَا يُوسُف بن مُوسَى، ثَنَا جرير، عَن أبي فرة الْهَمدَانِي، عَن أبي زرْعَة بن عمر بن جرير، عَن أبي ذَر وَأبي هُرَيْرَة قَالَا: «كَانَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يجلس بَين ظهراني أَصْحَابه، فَيَجِيء الْغَرِيب فَلَا يدْرِي أَيهمْ هُوَ، فكلمنا رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي أَن نتَّخذ لَهُ شَيْئا يعرفهُ الْغَرِيب إِذا أَتَاهُ، فبنينا لَهُ دكانا من طين، فَكَانَ يجلس عَلَيْهِ- أَحْسبهُ قَالَ: وَكُنَّا نجلس حوله- فَإنَّا لجُلُوس وَرَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي مَجْلِسه، إِذْ أقبل رجل من أحسن النَّاس وَجها وَأطيب النَّاس ريحًا، وأنقى النَّاس ثوبا، كَأَن ثِيَابه لم يَمَسهَا دنس، فَيسلم من طرف الْبسَاط، فَقَالَ: السَّلَام عَلَيْك يَا مُحَمَّد. قَالَ: عَلَيْك السَّلَام. قَالَ: أدنو يَا مُحَمَّد؟ قَالَ: ادن: فَمَا زَالَ يَقُول: أدنو يَا مُحَمَّد؟ وَيَقُول لَهُ النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مرَارًا حَتَّى وضع يَده على ركبة رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ: يَا مُحَمَّد، مَا الْإِسْلَام؟ قَالَ: أَن تعبد الله وَلَا تشرك بِهِ شَيْئا، وتقيم الصَّلَاة، وتؤتي الزَّكَاة، وتحج الْبَيْت، وتصوم رَمَضَان. قَالَ: فَإِذا فعلت هَذَا قفد أسلمت؟ قَالَ: نعم. قَالَ: صدقت. فَلَمَّا سمعنَا قَول الرجل لرَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صدقت أنكرناه، ثمَّ قَالَ: فَأَخْبرنِي مَا الْإِيمَان؟ قَالَ: الْإِيمَان بِاللَّه، وَالْمَلَائِكَة، وَالْكتاب، والنبين، وتؤمن بِالْقدرِ كُله. قَالَ: فَإِذا فعلت ذَلِك فقد آمَنت؟ قَالَ: نعم. قَالَ: صدقت. قَالَ: يَا مُحَمَّد، أَخْبرنِي مَا الْإِحْسَان؟ قَالَ: أَن تعبد الله كَأَنَّك ترَاهُ، فَإِن لم تكن ترَاهُ فَإِنَّهُ يراك. قَالَ: صدقت. قَالَ: فَأَخْبرنِي يَا مُحَمَّد مَتى السَّاعَة؟ فَلم يجبهُ شَيْئا. ثمَّ أعَاد، فَلم يجبهُ مرّة أُخْرَى، ثمَّ أعَاد، فَلم يجبهُ، ثمَّ رفع رَأسه، فَحلف لَهُ بِاللَّه- أَو قَالَ: وَالَّذِي بَعثه بِالْهدى وَدين الْحق- مَا الْمَسْئُول بِأَعْلَم من السَّائِل، وَلَكِن لَهَا عَلَامَات: إِذا رَأَيْت رعاء البهم يتطاولون فِي الْبُنيان، وَرَأَيْت الحفاة العراة مُلُوك الأَرْض، وَرَأَيْت الْمَرْأَة تَلد رَبهَا، فِي خمس لَا يعلمهُنَّ إِلَّا الله: {إِن الله عِنْده علم السَّاعَة وَينزل الْغَيْث وَيعلم مَا فِي الْأَرْحَام وَمَا تَدْرِي نفس مَاذَا تكسب غَدا وَمَا تَدْرِي نفس بِأَيّ أَرض تَمُوت إِن الله عليم خَبِير} ثمَّ سَطَعَ إِلَى السَّمَاء، فَقَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: وَالَّذِي بعث مُحَمَّدًا بِالْحَقِّ مَا كنت بِأَعْلَم بِهِ من رجل مِنْكُم، وَإنَّهُ لجبريل صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَإنَّهُ لفي صُورَة دحْيَة الْكَلْبِيّ».
وَقد تقدم فِي أول الْكتاب من طَرِيق أبي دَاوُد الطَّيَالِسِيّ قَول جِبْرِيل للنَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي هَذَا الحَدِيث «أدنو مِنْك يَا رَسُول الله؟ قَالَ: ادن. ثمَّ قَالَ: أَسأَلك يَا رَسُول الله؟ قَالَ: سل».

.بَاب من استحيا فَأمر غَيره بالسؤال:

النَّسَائِيّ: أخبرنَا مُحَمَّد بن عبد الْأَعْلَى، ثَنَا خَالِد، ثَنَا شُعْبَة، أَخْبرنِي سُلَيْمَان، سَمِعت منذراً، عَن مُحَمَّد بن عَليّ، عَن عَليّ قَالَ: «استحييت أَن أسأَل رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَن الْمَذْي من أجل فَاطِمَة، فَأمرت الْمِقْدَاد فَسَأَلَهُ، فَقَالَ: فِيهِ الْوضُوء».
البُخَارِيّ: حَدثنَا قُتَيْبَة، ثَنَا جرير، عَن الْأَعْمَش، عَن مُنْذر أبي يعلى الثَّوْريّ، عَن مُحَمَّد بْن الْحَنَفِيَّة قَالَ: قَالَ عَليّ: «كنت رجلا مذاء، فَاسْتَحْيَيْت أَن أسأَل رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَأمرت الْمِقْدَاد بن الْأسود فَسَأَلَهُ، فَقَالَ: فِيهِ الْوضُوء». رَوَاهُ شُعْبَة عَن الْأَعْمَش.

.بَاب رفع الصَّوْت بِالْعلمِ والإنصات للْعُلَمَاء:

البُخَارِيّ: حَدثنَا أَبُو النُّعْمَان- هُوَ عَارِم بن الْفضل- ثَنَا أَبُو عوَانَة، عَن أبي بشر، عَن يُوسُف بن مَاهك، عَن عبد الله بن عَمْرو قَالَ: «تخلف رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي سَفَره سافرناها فَأَدْرَكنَا، وَقد أرهقتنا الصَّلَاة، وَنحن نَتَوَضَّأ، فَجعلنَا نمسح على أَرْجُلنَا، فَنَادَى بِأَعْلَى صَوته: ويل لِلْأَعْقَابِ من النَّار» مرَّتَيْنِ أَو ثَلَاثًا.
البُخَارِيّ: حَدثنَا الْحجَّاج- هُوَ ابْن منهال- ثَنَا شُعْبَة، أَخْبرنِي عَليّ بن مدرك، عَن ابي زرْعَة، عَن جرير «أَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ لَهُ فِي حجَّة الْوَدَاع: استنصت النَّاس. فَقَالَ: لَا ترجعوا بعدِي كفَّارًا يضْرب بَعْضكُم رِقَاب بعض».

.بَاب مَا يسْتَحبّ للْعَالم إِذا سُئِلَ أَي النَّاس أعلم أَن يرد الْعلم إِلَى الله وَقَول الله تَعَالَى: {وَمَا أُوتِيتُمْ من الْعلم إِلَّا قَلِيلا}:

البُخَارِيّ: حَدثنَا عبد الله بن مُحَمَّد، ثَنَا سُفْيَان، ثَنَا عَمْرو، أَخْبرنِي سعيد بن جُبَير قَالَ: «قلت لِابْنِ عَبَّاس: إِن نَوْفًا الْبكالِي يزْعم أَن مُوسَى لَيْسَ بمُوسَى بني إِسْرَائِيل إِنَّمَا مُوسَى آخر، فَقَالَ: كذب عَدو الله حَدثنِي أبي بن كَعْب، عَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: قَامَ مُوسَى النَّبِي خَطِيبًا فِي بني إِسْرَائِيل، فَسئلَ: أَي النَّاس أعلم؟ فَقَالَ: أَنا. فعتب الله عَلَيْهِ إِذْ لم يرد الْعلم إِلَى الله، فَأوحى الله إِلَيْهِ أَن عبدا من عبَادي بمجمع الْبَحْرين هُوَ أعلم مِنْك. قَالَ: يَا رب وَكَيف بِهِ؟ فَقيل لَهُ: احْمِلْ حوتاً فِي مكتل فَإِذا فقدته فَهُوَ ثمَّ فَانْطَلق، وَانْطَلق بفتاة يُوشَع بن نون، وحملا حوتا فِي مكتل حَتَّى كَانَا عِنْد الصَّخْرَة وضعا رءوسهما فَنَامَا، فانسل الْحُوت من المكتل، فَاتخذ سَبيله فِي الْبَحْر سرباً، وَكَانَ لمُوسَى وفتاه عجبا، فَانْطَلقَا بَقِيَّة ليلتهما ويومها، فَلَمَّا أصبح قَالَ مُوسَى لفتاه: آتنا غداءنا لقد لَقينَا من سفرنا هَذَا نصبا. وَلم يجد مُوسَى مسا من النصب حَتَّى جَاوز الْمَكَان الَّذِي أَمر بِهِ، فَقَالَ لَهُ فتاه: أَرَأَيْت إِذْ أوينا إِلَى الصَّخْرَة فَإِنِّي نسيت الْحُوت. قَالَ مُوسَى: ذَلِك مَا كُنَّا نبغي. فارتدا على آثارهما قصصاً، فَلَمَّا انتهيا إِلَى الصَّخْرَة إِذا رجل مسجى بِثَوْب- أَو قَالَ: تسجى بِثَوْبِهِ- فَسلم مُوسَى، فَقَالَ الْخضر: وَأَنِّي بأرضك السَّلَام؟ فَقَالَ: أَنا مُوسَى. فَقَالَ: مُوسَى بني إِسْرَائِيل؟ قَالَ: نعم. قَالَ: هَل أتبعك على أَن تعلمني مِمَّا علمت رشدا؟ قَالَ: إِنَّك لن تَسْتَطِيع معي صبرا، يَا مُوسَى إِنِّي على علم من علم الله علمنيه لَا تعلمه أَنْت، وَأَنت على علم علمكه الله لَا أعلمهُ. قَالَ: ستجدني إِن شَاءَ الله صَابِرًا، وَلَا أعصي لَك أمرا. فَانْطَلقَا يمشيان على سَاحل الْبَحْر لَيْسَ لَهما سفينة، فمرت بهما سفينة، فلكموهم أَن يحملوهما، فَعرف الْخضر فحملوهما بِغَيْر نول، فجَاء عُصْفُور فَوَقع على حرف السَّفِينَة فَنقرَ نقرة أَو نقرتين فِي الْبَحْر، فَقَالَ الْخضر: يَا مُوسَى، مَا نقص علمي وعلمك من علم الله إِلَّا كنقرة هَذَا العصفور. فَعمد الْخضر إِلَى لوح من الواح السَّفِينَة فَنَزَعَهُ، فَقَالَ مُوسَى: قوم حملونا بِغَيْر نول، عَمَدت إِلَى سفينتهم فخرقتها لتغرق أَهلهَا؟! قَالَ: الم أقل إِنَّك لن تَسْتَطِيع معي صبرا؟ قَالَ: لَا تؤاخذني بِمَا نسيت، {وَلَا ترهقني من امري عسراً} فَكَانَت الأولى من مُوسَى نِسْيَانا، فَانْطَلَقْنَا فَإِذا بِغُلَام يلْعَب مَعَ الغلمان فَأخذ الْخضر بِرَأْسِهِ من أَعْلَاهُ فاقتلع رَأسه بِيَدِهِ، فَقَالَ مُوسَى: أقتلت نفسا زكية بِغَيْر نفس؟ قَالَ: ألم أقل لَك إِنَّك لن تَسْتَطِيع معي صبرا؟ قَالَ ابْن عُيَيْنَة: وَهَذَا أوكد- فَانْطَلقَا حَتَّى إِذا أيتا أهل قَرْيَة استطعما أَهلهَا، فَأَبَوا أَن يُضَيِّفُوهُمَا، فوجدا فِيهَا جداراً يُرِيد أَن ينْقض فأقامه، قَالَ الْخضر بِيَدِهِ فأقامه، فَقَالَ مُوسَى: لَو شِئْت لاتخذت عَلَيْهِ أجرا. قَالَ: هَذَا فِرَاق بيني وَبَيْنك. قَالَ النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: يرحم الله مُوسَى لودنا أَنه صَبر حَتَّى يقص علينا من أَمرهمَا».
البُخَارِيّ: حَدثنَا عمر بن حَفْص بن غياث، ثَنَا أبي، ثَنَا الْأَعْمَش، حَدثنِي إِبْرَاهِيم، عَن عَلْقَمَة، عَن عبد الله قَالَ: «بَينا أَنا مَعَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي حرث، وَهُوَ متوكئ على عسيب إِذْ مر الْيَهُود، فَقَالَ بَعضهم لبَعض: سلوه عَن الرّوح، فَقَالَ: مَا رابكم إِلَيْهِ؟ وَقَالَ بَعضهم: لَا يستقبلكم بِشَيْء تكرهونه. فَقَالُوا: سلوه. فَسَأَلُوهُ عَن الرّوح، فَأمْسك رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَلم يرد إِلَيْهِ شَيْئا، فَعلمت أَنه يُوحى إِلَيْهِ فَقُمْت مقَامي، فَلَمَّا نزل الْوَحْي قَالَ: يَسْأَلُونَك عَن الرّوح قل الرّوح من أَمر رَبِّي وَمَا أَتَوا من الْعلم إِلَّا قَلِيلا».
فِي بعض طرق البُخَارِيّ: قَالَ الْأَعْمَش: هَكَذَا فِي قراءتنا.

.بَاب من سَأَلَ وَهُوَ قَائِم عَالما جَالِسا:

البُخَارِيّ: حَدثنَا عُثْمَان، ثَنَا جرير، عَن مَنْصُور، عَن أبي وَائِل، عَن أبي مُوسَى قَالَ: «جَاءَ رجل إِلَيّ النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: يَا رَسُول الله، مَا الْقِتَال فِي سَبِيل الله، فَإِن أَحَدنَا يُقَاتل غَضبا، وَيُقَاتل حمية؟ فَرفع إِلَيْهِ رَأسه- قَالَ: وَمَا رفع رَأسه إِلَّا أَنه كَانَ قَائِما- فَقَالَ: من قَاتل لتَكون كلمة الله هِيَ الْعليا فَهُوَ فِي سَبِيل الله».

.بَاب من أجاب السَّائِل بِأَكْثَرَ مِمَّا سَأَلَ:

مُسلم: حَدثنَا أَبُو بكر بن أبي شيبَة، ثَنَا عَفَّان، ثَنَا حَمَّاد بن سَلمَة، عَن ثَابت، عَن أنس «أَن رجلا قَالَ: يَا رَسُول الله، أَيْن أبي؟ قَالَ: فِي النَّار. قَالَ: فَلَمَّا قفى دَعَاهُ، فَقَالَ: إِن أبي وأباك فِي النَّار».