فصل: بَاب ذكر الْخضر عَلَيْهِ السَّلَام:

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: الأحكام الشرعية الكبرى



.بَاب ذكر يُوسُف وَلُوط عَلَيْهَا السَّلَام:

مُسلم: حَدثنَا زُهَيْر بن حَرْب وَمُحَمّد بن مثنى وَعبيد الله بن سعيد، قَالُوا: حَدثنَا يحيى بن سعيد، عَن عبيد الله قَالَ: أَخْبرنِي سعيد بن أبي سعيد، عَن أَبِيه، عَن أبي هُرَيْرَة قَالَ: «قيل: يَا رَسُول الله، من أكْرم النَّاس؟ قَالَ: أَتْقَاهُم. قَالُوا: لَيْسَ عَن هَذَا نَسْأَلك. قَالَ: فيوسف نَبِي الله ابْن نَبِي الله ابْن نَبِي الله ابْن خَلِيل الله. قَالُوا: لَيْسَ عَن هَذَا نَسْأَلك. قَالَ: فَعَن معادن الْعَرَب تَسْأَلُونِي؟ خيارهم فِي الْجَاهِلِيَّة خيارهم فِي الْإِسْلَام إِذا فقهوا».
التِّرْمِذِيّ: حَدثنَا الْحُسَيْن بن حُرَيْث الْمروزِي، حَدثنَا الْفضل بن مُوسَى، عَن مُحَمَّد بن عَمْرو، عَن أبي سَلمَة، عَن أبي هُرَيْرَة قَالَ: قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «إِن الْكَرِيم ابْن الْكَرِيم ابْن الْكَرِيم ابْن الْكَرِيم يُوسُف بن يَعْقُوب بن إِسْحَاق بْن إِبْرَاهِيم- عَلَيْهِم السَّلَام- قَالَ: وَلَو شِئْت فِي السجْن بضع مَا لَبِثت ثمَّ جَاءَنِي الرَّسُول أجبْت ثمَّ قَرَأَ: {فَلَمَّا جَاءَهُ الرَّسُول قَالَ ارْجع إِلَى رَبك فَاسْأَلْهُ مَا بَال النسْوَة اللَّاتِي قطعن أَيْدِيهنَّ}. قَالَ: وَرَحْمَة الله على لوط إِن كَانَ ليأوي إِلَى ركن شَدِيد إِذْ قَالَ لوط: {لَو أَن لي بكم قُوَّة أَو آوي إِلَى ركن شَدِيد} فَمَا بعث الله من بعده نَبيا إِلَّا فِي ذرْوَة من قومه».
وَحدثنَا ب , أَبُو كريب، حَدثنَا عَبدة وَعبد الرَّحِيم، عَن مُحَمَّد بن عَمْرو نَحْو حَدِيث الْفضل إِلَّا أَنه قَالَ: «مَا بعث الله نَبيا بعده إِلَّا فِي ثروة من قومه».
قَالَ مُحَمَّد بن عَمْرو: الثروة: الْكَثْرَة والمنعة.

.بَاب ذكر الْخضر عَلَيْهِ السَّلَام:

البُخَارِيّ: حَدثنَا مُحَمَّد بن سعيد الْأَصْبَهَانِيّ، أبنا ابْن الْمُبَارك، عَن معمر، عَن همام بن مُنَبّه، عَن أبي هُرَيْرَة، عَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «إِنَّمَا سمي الْخضر؛ لِأَنَّهُ جلس على فَرْوَة بَيْضَاء فَإِذا هِيَ تهتز من خَلفه خضراء».
الطَّحَاوِيّ: حَدثنَا أَبُو أُميَّة، ثَنَا سُلَيْمَان بن عبيد الله الْأنْصَارِيّ الرقي، حَدثنَا بَقِيَّة، بن الْوَلِيد، حَدثنَا مُحَمَّد بن زِيَاد الْأَلْهَانِي، عَن أبي أُمَامَة الْبَاهِلِيّ، أَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ ذَات يَوْم لأَصْحَابه: «أَلا أحدثكُم عَن الْخضر صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؟ قَالُوا: بلَى يَا رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. قَالَ: بَيْنَمَا هُوَ ذَات يَوْم يمشي فِي سوق بني إِسْرَائِيل أبصره رجل مكَاتب فَقَالَ: تصدق عَليّ بَارك الله فِيك. قَالَ الْخضر: آمَنت بِاللَّه مَا يرد الله من أَمر يكن، مَا عِنْدِي شَيْء أعطيكه. فَقَالَ الْمِسْكِين: أَسأَلك بِوَجْه الله لما تَصَدَّقت عَليّ إِنِّي نظرت إِلَى سيماء الْخَيْر فِي وَجهك ورجوت الْبركَة عنْدك. قَالَ الْخضر: آمَنت بِاللَّه مَا عِنْدِي شَيْء أعطيكه إِلَّا أَن تأخذني فتبيعني. فَقَالَ الْمِسْكِين: وَهل يَسْتَقِيم هَذَا؟ فَقَالَ: نعم، الْحق أَقُول لَك لقد سَأَلتنِي بِأَمْر عَظِيم أما إِنِّي لَا أخيبك بِوَجْه رَبِّي، فبعني. فقدمه إِلَى السُّوق فَبَاعَهُ بأربعمائة دِرْهَم فَمَكثَ عِنْد المُشْتَرِي زَمَانا لَا يَسْتَعْمِلهُ فِي شَيْء. فَقَالَ الْخضر- عَلَيْهِ السَّلَام-: أما إِنَّك ابتعتني التمَاس خدمتي، فأوصني بِعَمَل. قَالَ: أكره أَن أشق عَلَيْك، إِنَّك شيخ كَبِير. قَالَ: لَيْسَ يشق عَليّ. قَالَ: فَقُمْ فانقل هَذِه الْحِجَارَة. وَكَانَ لَا ينقلها دون سِتَّة نفر فِي يَوْم، فَخرج الرجل ليقضي حَاجته ثمَّ انْصَرف وَقد نقل الْحِجَارَة فِي سَاعَة فَقَالَ لَهُ: أَحْسَنت وأجملت، وأطقت مَا أرك تُطِيقهُ. ثمَّ عرض للرجل سفر فَقَالَ: إِنِّي أحسبك أَمينا فَاخْلُفْنِي فِي أَهلِي خلَافَة حَسَنَة. قَالَ: أوصني بِعَمَل. قَالَ: إِنِّي أكره أَن أشق عَلَيْك. قَالَ: لَيْسَ يشق عَليّ. قَالَ: فَاضْرب من اللَّبن حَتَّى أقدم عَلَيْك. فَمضى الرجل لسفره، فَرجع الرجل وَقد شيد بناءه، فَقَالَ الرجل: أَسأَلك بِوَجْه الله مَا جنسك وَمَا أَمرك؟ قَالَ: سَأَلتنِي بِوَجْه الله وَوجه الله أوقعني فِي الْعُبُودِيَّة، فَقَالَ: سأخبرك من أَنا، أَنا الْخضر الَّذِي سَمِعت بِي، سَأَلَني مِسْكين صَدَقَة، فَلم يكن عِنْدِي شَيْء أعْطِيه، سَأَلَني بِوَجْهِهِ فمكنته من رقبتي فباعني، وأخبرك أَنه من سُئِلَ بِوَجْه الله فَرد سائله وَهُوَ يقدر وقف يَوْم الْقِيَامَة وَلَيْسَ لوجهه جلد وَلَا لحم وَلَا دم وَلَا عظم يتقعقع. قَالَ: فآمنت بذلك شققت عَلَيْك يَا رَسُول الله احكم فِي أَهلِي وَمَالِي بِمَا أَرَاك الله أَو أخيرك فأخلي سَبِيلك. قَالَ: أحب أَن تخلي سبيلي فأعبد الله- جلّ وَعز. فخلى سَبيله فَقَالَ الْخضر: الْحَمد لله الَّذِي أوقعني فِي الْعُبُودِيَّة ونجاني مِنْهَا».

.بَاب ذكر يُوشَع بن نون عَلَيْهِ السَّلَام:

الْبَزَّار: حَدثنَا الْفضل بن سهل، ثَنَا الْأسود بن عَامر، ثَنَا أَبُو بكر بن عَيَّاش، عَن هِشَام، عَن مُحَمَّد، عَن أبي هُرَيْرَة، عَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «لم ترد الشَّمْس إِلَّا على يُوشَع بن نون ليَالِي سَار إِلَى بَيت الْمُقَدّس».

.بَاب ذكر إِبْرَاهِيم ابْن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:

مُسلم: حَدثنَا زُهَيْر بن حَرْب وَمُحَمّد بن عبد الله بن نمير- وَاللَّفْظ لزهير- قَالَا: ثَنَا إِسْمَاعِيل- وَهُوَ ابْن علية- عَن أَيُّوب، عَن عَمْرو بن سعيد، عَن أنس بْن مَالك قَالَ: «مَا رَأَيْت أحدا كَانَ أرْحم بالعيال من رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: كَانَ إِبْرَاهِيم مسترضعا لَهُ فِي عوالي الْمَدِينَة، فَكَانَ ينْطَلق وَنحن مَعَه فَيدْخل الْبَيْت وَإنَّهُ ليدخن وَكَانَ ظئره قينا، فَيَأْخذهُ فيقبله ثمَّ يرجع. قَالَ عَمْرو: فَلَمَّا توفّي قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: إِن إِبْرَاهِيم ابْني وَإنَّهُ مَاتَ فِي الثدي، وَإِن لَهُ لظئرين تكملان رضاعه فِي الْجنَّة».

.بَاب فضل أبي بكر الصّديق رَضِي الله عَنهُ:

مُسلم: حَدثنَا زُهَيْر بن حَرْب وَعبد بن حميد وَعبد الله بن عبد الرَّحْمَن الدَّارمِيّ. قَالَ عبد الله: أبنا. وَقَالَ الْآخرَانِ: ثَنَا حبَان بن هِلَال، ثَنَا همام، ثَنَا ثَابت، حَدثنَا أنس بن مَالك، أَن أَبَا بكر الصّديق حَدثهُ قَالَ: «نظرت إِلَى أَقْدَام الْمُشْركين على رءوسنا وَنحن فِي الْغَار فَقلت: يَا رَسُول الله، لَو أَن أحدهم نظر إِلَى قَدَمَيْهِ أبصرنا تَحت قَدَمَيْهِ. فَقَالَ: يَا أَبَا بكر، مَا ظَنك بِاثْنَيْنِ الله ثالثهما».
مُسلم: حَدثنَا عبد الله بن جَعْفَر بن يحيى بن خَالِد، ثَنَا معن، ثَنَا مَالك، عَن أبي النَّضر، عَن عبيد الله بن حنين، عَن أبي سعيد «أن رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ جلس على الْمِنْبَر فَقَالَ: عبد خَيره الله بَين أَن يؤتيه زهرَة الدُّنْيَا وَبَين مَا عِنْده فَاخْتَارَ مَا عِنْده. فَبكى أَبُو بكر وَبكى فَقَالَ: فَدَيْنَاك بِآبَائِنَا وَأُمَّهَاتنَا. قَالَ: فَكَانَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ هُوَ الْمُخَير، وَكَانَ أَبُو بكر أعلمنَا بِهِ، فَقَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: إِن أَمن النَّاس عَليّ فِي مَاله وصحبته أَبُو بكر، وَلَو كنت متخذا خَلِيلًا لاتخذت أَبَا بكر خَلِيلًا، وَلَكِن أخوة الْإِسْلَام، لَا يبْقين فِي الْمَسْجِد خوخة إِلَّا خوخة أبي بكر».
قَالَ مُسلم: وَحدثنَا مُحَمَّد بن عبد الله بن نمير وَأَبُو سعيد الْأَشَج قَالَا: ثَنَا وَكِيع قَالَ: ثَنَا الْأَعْمَش، عَن عبد الله بن مرّة، عَن أبي الْأَحْوَص، عَن عبد الله قَالَ: قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «أَلا إِنِّي أَبْرَأ إِلَى كل خل من خله وَلَو كنت متخذا خَلِيلًا لاتخذت أَبَا بكر خَلِيلًا، إِن صَاحبكُم خَلِيل الله».
وَفِي لفظ آخر لمُسلم: «لَو كنت متخذا من أهل الأَرْض خَلِيلًا لاتخذت ابْن أبي قُحَافَة خَلِيلًا».
البُخَارِيّ: حَدثنَا مُسلم بن إِبْرَاهِيم، حَدثنَا وهيب، أبنا أَيُّوب، عَن عِكْرِمَة، عَن ابْن عَبَّاس، عَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «لَو كنت متخذا من أمتِي خَلِيلًا لاتخذت أَبَا بكر وَلَكِن أخي وصاحبي».
حَدثنَا مُعلى بن أَسد ومُوسَى بن إِسْمَاعِيل التنوخي قَالَا: ثَنَا وهيب، عَن أَيُّوب، وَقَالَ: «لَو كنت متخذا خَلِيلًا لاتخذته خيلها وَلَكِن أخوة الْإِسْلَام أفضل».
حَدثنَا قُتَيْبَة، ثَنَا عبد الْوَهَّاب، عَن أَيُّوب مثله.
مُسلم: حَدثنَا يحيى بن يحيى، أبنا خَالِد بن عبد الله، عَن خَالِد، عَن أبي عُثْمَان قَالَ: أَخْبرنِي عَمْرو بن الْعَاصِ «أن رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَعثه على جَيش ذَات السلَاسِل فَأَتَيْته فَقلت: أَي النَّاس أحب إِلَيْك؟ فَقَالَ: عَائِشَة. قلت: من الرِّجَال؟ قَالَ: أَبوهَا. قلت: ثمَّ من؟ قَالَ: عمر. فعد رجَالًا».
مُسلم: حَدثنَا ابْن أبي عمر، حَدثنَا مَرْوَان- يَعْنِي: الْفَزارِيّ- عَن يزِيد- وَهُوَ ابْن كيسَان- عَن أبي حَازِم الْأَشْجَعِيّ، عَن أبي هُرَيْرَة قَالَ: قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «من أصبح مِنْكُم الْيَوْم صَائِما؟ قَالَ أَبُو بكر: أَنا. قَالَ: فَمن تبع مِنْكُم الْيَوْم جَنَازَة؟ قَالَ أَبُو بكر: أَنا. قَالَ: فَمن أطْعم الْيَوْم مِنْكُم مِسْكينا؟ قَالَ أَبُو بكر: أَنا. قَالَ: فَمن عَاد مِنْكُم الْيَوْم مَرِيضا؟ قَالَ أَبُو بكر: أَنا. فَقَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: مَا اجْتَمعْنَ فِي امْرِئ إِلَّا دخل الْجنَّة».
التِّرْمِذِيّ: حَدثنَا مُحَمَّد بن بشار، حَدثنَا يحيى بن سعيد، عَن سعيد بن أبي عرُوبَة، عَن قَتَادَة، عَن أنس حَدثهمْ «أن رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صعد أحدا وَأَبُو بكر وَعمر وَعُثْمَان، فَرَجَفَ بهم فَقَالَ النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: اثْبتْ أحد، فَإِنَّمَا عَلَيْك نَبِي وصديق وشهيدان».
قَالَ أَبُو عِيسَى: هَذَا حَدِيث حسن صَحِيح.
قَالَ: وَحدثنَا هَارُون بن عبد الله الْبَزَّاز، حَدثنَا الْفضل بن دُكَيْن، ثَنَا هِشَام بْن سعد، عَن زيد بن أسلم، عَن أَبِيه قَالَ: سَمِعت عمر بن الْخطاب يَقُول: «أمرنَا رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَن نتصدق فَوَافَقَ ذَلِك مَالا معي، فَقلت: الْيَوْم أسبق أَبَا بكر إِن سبقته يَوْمًا. قَالَ: فَجئْت بِنصْف مَالِي فَقَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: مَا أبقيت لأهْلك؟ فَقَالَ: مثله. وأتى أَبُو بكر بِكُل مَا عِنْده، فَقَالَ: يَا أَبَا بكر، مَا أبقيت لأهْلك؟ قَالَ: أبقيت لَهُم الله وَرَسُوله. قلت: وَالله لَا أسبقه إِلَى شَيْء أبدا».
قَالَ أَبُو عِيسَى: هَذَا حَدِيث حسن صَحِيح.
البُخَارِيّ: حَدثنَا هِشَام بن عمار، ثَنَا صَدَقَة بن خَالِد، ثَنَا زيد بن وَاقد، عَن بسر بن عبيد الله، عَن عَائِذ الله أبي إِدْرِيس الْخَولَانِيّ، عَن أبي الدَّرْدَاء قَالَ: «كنت جَالِسا عِنْد النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذْ أقبل أَبُو بكر آخِذا بِطرف ثَوْبه حَتَّى أبدى عَن رُكْبَتَيْهِ فَقَالَ النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أما صَاحبكُم فقد غامر. فَسلم وَقَالَ: إِنِّي كَانَ بيني وَبَين ابْن الْخطاب شَيْء فأسرعت إِلَيْهِ ثمَّ نَدِمت، فَسَأَلته أَن يغْفر لي فَأبى عَليّ فَأَقْبَلت إِلَيْك. فَقَالَ: يغْفر الله لَك يَا أَبَا بكر- ثَلَاثًا. ثمَّ إِن عمر نَدم فَأتى منزل أبي بكر فَسَأَلَ: أَثم أَبُو بكر؟ فَقَالُوا: لَا. فَأتى النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَجعل وَجه النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يتمعر حَتَّى أشْفق أَبُو بكر فَجَثَا على رُكْبَتَيْهِ فَقَالَ: يَا رَسُول الله، وَالله أَنا كنت أظلم- مرَّتَيْنِ. فَقَالَ النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: إِن الله بَعَثَنِي إِلَيْكُم فقلتم: كذبت، وَقَالَ أَبُو بكر: صدق، وواساني بِنَفسِهِ وَمَاله فَهَل أَنْتُم تاركوا إِلَيّ صَاحِبي؟ مرَّتَيْنِ فَمَا أوذي بعْدهَا».
وَفِي لفظ آخر للْبُخَارِيّ- رَحمَه الله-: «إِنِّي قلت: يَا أَيهَا النَّاس، إِنِّي رَسُول الله إِلَيْكُم جَمِيعًا. فقلتم: كذبت. وَقَالَ أَبُو بكر: صدقت».
البُخَارِيّ: حَدثنَا أَبُو الْيَمَان، أخبرنَا شُعَيْب، عَن الزُّهْرِيّ، أَخْبرنِي حميد بْن عبد الرَّحْمَن بن عَوْف، أَن أَبَا هُرَيْرَة قَالَ: سَمِعت رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُول: «من أنْفق زَوْجَيْنِ من شَيْء من الْأَشْيَاء فِي سَبِيل الله دعِي من أَبْوَاب الْجنَّة: يَا عبد الله هَذَا خير، فَمن كَانَ من أهل الصَّلَاة دعِي من بَاب الصَّلَاة، وَمن كَانَ من أهل الْجِهَاد دعِي من بَاب الْجِهَاد، وَمن كَانَ من أهل الصَّدَقَة دعِي من بَاب الصَّدَقَة، وَمن كَانَ من أهل الصّيام دعِي من بَاب الصّيام بَاب الريان. فَقَالَ أَبُو بكر: مَا على هَذَا الَّذِي يدعى من تِلْكَ الْأَبْوَاب من ضَرُورَة. وَقَالَ: هَل يدعى مِنْهَا كلهَا أحد يَا رَسُول الله؟ فَقَالَ: نعم وَأَرْجُو أَن تكون مِنْهُم يَا أَبَا بكر».
البُخَارِيّ: حَدثنَا مُحَمَّد بن يزِيد الْكُوفِي، ثَنَا الْوَلِيد، عَن الْأَوْزَاعِيّ، عَن يحيى بن أبي كثير، عَن مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم، عَن عُرْوَة بن الزبير قَالَ: «سَأَلت عبد الله بن عَمْرو عَن أَشد مَا صنع الْمُشْركُونَ برَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: رَأَيْت عقبَة بن أبي معيط جَاءَ إِلَى النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ يُصَلِّي فَوضع رِدَاءَهُ فِي عُنُقه فخفنه بِهِ خنقا شَدِيدا فجَاء أَبُو بكر حَتَّى دَفعه عَنهُ فَقَالَ: {أَتقْتلونَ رجلا أَن يَقُول رَبِّي الله وَقد جَاءَكُم بِالْبَيِّنَاتِ من ربكُم}».
التِّرْمِذِيّ: حَدثنَا عَليّ بن الْحُسَيْن الْكُوفِي، حَدثنَا مَحْبُوب بن مُحرز القواريري، عَن دَاوُد بن يزِيد الأودي، عَن أَبِيه، عَن أبي هُرَيْرَة قَالَ: قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مَا لأحد عندنَا يَد إِلَّا وَقد كافأناه، مَا خلا أَبَا بكر فَإِن لَهُ عندنَا يدا يُكَافِئهُ الله بِهِ يَوْم الْقِيَامَة، ولَا نَفَعَنِي مَال أحد قطّ مَا نَفَعَنِي مَال أبي بكر، وَلَو كنت متخذا خَلِيلًا لاتخذت أَبَا بكر خَلِيلًا، أَلا وَإِن صَاحبكُم خَلِيل الله».
قَالَ أَبُو عِيسَى: هَذَا حَدِيث حسن غَرِيب من هَذَا الْوَجْه.
أَبُو بكر بن أبي شيبَة: حَدثنَا أَبُو مُعَاوِيَة، عَن الْأَعْمَش، عَن أبي صَالح، عَن أبي هُرَيْرَة قَالَ: قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مَا نَفَعَنِي مَال قطّ مَا نَفَعَنِي مَال أبي بكر. فَبكى أَبُو بكر وَقَالَ: هَل أَنا وَمَالِي إِلَّا لَك يَا رَسُول الله».