فصل: بَاب مَا جَاءَ فِي الْمُؤمن تصيبه الضراء:

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: الأحكام الشرعية الكبرى



.بَاب مَا جَاءَ فِي الْمُؤمن تصيبه الضراء:

مُسلم: حَدثنَا هداب بن خَالِد وشيبان بن فروخ، جَمِيعًا عَن سُلَيْمَان بن الْمُغيرَة- وَاللَّفْظ لشيبان- ثَنَا سُلَيْمَان، ثَنَا ثَابت، عَن عبد الرَّحْمَن بن أبي ليلى، عَن صُهَيْب قَالَ: قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «عجبا لِلْمُؤمنِ إِن أمره كُله لَهُ خير، وَلَيْسَ ذَلِك لأحد إِلَّا لِلْمُؤمنِ، إِن أَصَابَته سراء شكر، فَكَانَ خيرا لَهُ، وَإِن أَصَابَته ضراء صَبر وَكَانَ خيرا لَهُ».

.بَاب الِابْتِلَاء وَالِاخْتِيَار، وَقَول الله تَعَالَى: {الم أَحسب النَّاس أَن يتْركُوا أَن يَقُولُوا آمنا وهم لَا يفتنون}:

التِّرْمِذِيّ: حَدثنَا قُتَيْبَة، ثَنَا اللَّيْث، عَن يزِيد بن أبي حبيب، عَن سعد بن سِنَان، عَن أنس قَالَ: قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «إِن عظم الْجَزَاء مَعَ عظم الْبلَاء، وَإِن الله إِذا أحب قوما ابْتَلَاهُم فَمن رَضِي فَلهُ الرضى، وَمن سخط فَلهُ السخط».
قَالَ أَبُو عِيسَى: هَذَا حَدِيث حسن غَرِيب من هَذَا الْوَجْه.
التِّرْمِذِيّ: حَدثنَا مُحَمَّد بن عَمْرو بن نَبهَان بن صَفْوَان الثَّقَفِيّ الْبَصْرِيّ، ثَنَا روح من أسلم، ثَنَا شَدَّاد بن أَبُو طَلْحَة الرَّاسِبِي، عَن أبي الْوَازِع- اسْمه: جَابر بْن عَمْرو- عَن عبد الله بن مُغفل قَالَ: «قَالَ رجل للنَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: يَا رَسُول الله، إِنِّي لَأحبك. فَقَالَ: انْظُر مَا تَقول. قَالَ: وَالله إِنِّي لَأحبك- ثَلَاث مَرَّات- قَالَ: إِن كنت تحبني فأعد للفقر تجفافاً، فَإِن الْفقر أسْرع إِلَى من يحبني من السَّيْل إِلَى منتهاه».
ثَنَا نصر بن عَليّ، ثَنَا أبي، عَن شَدَّاد أبي طَلْحَة نَحوه مَعْنَاهُ.
قَالَ: هَذَا حَدِيث غَرِيب.
مُسلم: حَدثنَا أَبُو كريب، ثَنَا أَبُو مُعَاوِيَة، عَن الْأَعْمَش، عَن شَقِيق، عَن حُذَيْفَة قَالَ: «كُنَّا مَعَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: أحصوا لي كم يلفظ الْإِسْلَام؟ قَالَ: فَقُلْنَا: يَا رَسُول الله، أتخاف علينا وَنحن مَا بَين الستمائة إِلَى السبعمائة؟ فَقَالَ: إِنَّكُم لَا تَدْرُونَ لَعَلَّكُمْ أَن تبتلوا. قَالَ: فابتلينا حَتَّى جعل الرجل منا لَا يُصَلِّي إِلَّا سرا».
الْبَزَّار: حَدثنَا أَحْمد بن عَبدة، ثَنَا حَمَّاد بن زيد، عَن عَاصِم بن بَهْدَلَة، عَن مُصعب بن سعد، عَن سعد قَالَ: «قلت: يَا رَسُول الله، أَي النَّاس أَشد بلَاء؟ قَالَ: الْأَنْبِيَاء ثمَّ الأمثل فالأمثل، يبتلى العَبْد على حسب دينه، فَإِن كَانَ صلباً اشْتَدَّ بلاؤه، وَإِن كَانَ فِي دينه رقة ابْتُلِيَ على قدر ذَلِك، فَمَا تَبْرَح البلايا بِالْعَبدِ حَتَّى تَدعه يمشي على الأَرْض مَا عَلَيْهِ خَطِيئَة».
مُسلم: حَدثنَا شَيبَان بن فروخ، ثَنَا همام، ثَنَا إِسْحَاق بن عبد الله بن أبي طَلْحَة قَالَ: حَدثنِي عبد الرَّحْمَن بن أبي عمْرَة، أَن أَبَا هُرَيْرَة حَدثهُ، أَنه سمع النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُول: «إِن ثَلَاثَة فِي بني إِسْرَائِيل: أبرص وأقرع وأعمى، فَأَرَادَ الله أَن يبتليهم، فَبعث إِلَيْهِم ملكا فَأتى الأبرص، فَقَالَ: أَي شَيْء أحب إِلَيْك؟ قَالَ: لون حسن وَجلده حسن، وَيذْهب عني الَّذِي قد قذرني النَّاس. قَالَ: فمسحه، فَذهب عَنهُ قذره، وَأعْطِي لوناً حسنا وجلداً حسنا، قَالَ: فَأَي المَال أحب إِلَيْك؟ قَالَ: الْإِبِل- أَو قَالَ الْبَقر، شكّ إِسْحَاق، إِلَّا أَن الأبرص والأقرع قَالَ أَحدهمَا: الْإِبِل، وَقَالَ الآخر: الْبَقر- فَأعْطِي نَاقَة عشراء، فَقَالَ: بَارك الله لَك فِيهَا. فَأتى الْأَقْرَع فَقَالَ: أَي شَيْء أحب إِلَيْك؟ فَقَالَ: شعر حسن وَيذْهب عني هَذَا الَّذِي قذرني النَّاس. قَالَ: فمسحه، فَذهب عَنهُ فَأعْطِي شعرًا حسنا، قَالَ: فَأَي المَال أحب إِلَيْك؟ قَالَ: الْبَقر. فَأعْطِي بقرة حَامِلا، قَالَ: بَارك الله لَك فِيهَا. قَالَ: وأتى الْأَعْمَى، فَقَالَ: أَي شَيْء أحب إِلَيْك؟ قَالَ: أَن يرد الله إِلَيّ بَصرِي فأبصر بِهِ النَّاس. قَالَ: فمسحه، فَرد الله إِلَيْهِ بَصَره، قَالَ: فَأَي المَال أحب إِلَيْك؟ قَالَ: الْغنم. فَأعْطِي شَاة والداً، فأنتج هَذَانِ وَولد هَذَا، فَكَانَ لهَذَا وَاد من الْإِبِل، وَلِهَذَا وَاد من الْبَقر، وَلِهَذَا وَاد من الْغنم، قَالَ: ثمَّ إِنَّه أَتَى الأبرص فِي صورته وهيئته، فَقَالَ: رجل مِسْكين قد انْقَطَعت بِي الحبال فِي سَفَرِي، فَلَا بَلَاغ إِلَى الْيَوْم إِلَّا بِاللَّه ثمَّ بك، أَسأَلك بِالَّذِي أَعْطَاك اللَّوْن الْحسن وَالْجَلد الْحسن وَالْمَال- بَعِيرًا أتبلغ عَلَيْهِ فِي سَفَرِي. فَقَالَ: الْحُقُوق كَثِيرَة. فَقَالَ لَهُ: كَأَنِّي أعرفك، ألم تكن أبرص يقذرك النَّاس، فَقِيرا فأعطاك الله. فَقَالَ: إِنَّمَا ورثت هَذَا المَال كَابِرًا عَن كَابر. فَقَالَ: إِن كنت كَاذِبًا فصيرك الله إِلَى مَا كنت. قَالَ: وأتى الْأَقْرَع فِي صورته، فَقَالَ لَهُ مثل مَا قَالَ لهَذَا، فَرد عَلَيْهِ مثل مَا رد على هَذَا، فَقَالَ: إِن كنت كَاذِبًا فصيرك الله إِلَى مَا كنت فِيهِ. قَالَ: وأتى الْأَعْمَى فِي صورته وهيئته، فَقَالَ: رجل مِسْكين وَابْن سَبِيل انْقَطَعت بِي الحبال فِي سَفَرِي، فَلَا بَلَاغ لي الْيَوْم إِلَّا بِاللَّه ثمَّ بك، أَسأَلك بِالَّذِي رد عَلَيْك بَصرك شَاة أتبلغ بهَا فِي سَفَرِي. فَقَالَ: قد كنت أعمى، فَرد الله إِلَيّ بَصرِي، فَخذ مَا شِئْت ودع مَا شِئْت، فوَاللَّه لَا أجهدك الْيَوْم شَيْئا أَخَذته لله. قَالَ: أمسك عَلَيْك مَالك، فَإِنَّمَا ابتليتم فقد رَضِي عَنْك، وَسخط على صاحبيك».

.بَاب الْعقُوبَة على الذَّنب:

التِّرْمِذِيّ: حَدثنَا قُتَيْبَة، ثَنَا اللَّيْث، عَن يزِيد بن أبي حبيب، عَن سعد بْن سِنَان، عَن أنس قَالَ: قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «إِذا أَرَادَ الله بِعَبْدِهِ الْخَيْر، عجل لَهُ الْعقُوبَة فِي الدُّنْيَا، وَإِذا أَرَادَ الله بِهِ الشَّرّ أمسك عَنهُ بِذَنبِهِ حَتَّى يوافيه بِهِ يَوْم الْقِيَامَة».
قَالَ: هَذَا حَدِيث حسن غَرِيب.

.بَاب ذهَاب الصَّالِحين الأول فَالْأول:

البُخَارِيّ: حَدثنَا يحيى بن حَمَّاد، ثَنَا أَبُو عوَانَة، عَن بَيَان، عَن قيس بن أبي حَازِم، عَن مرداس الْأَسْلَمِيّ قَالَ: قَالَ النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «يذهب الصالحون الأول فَالْأول، وَتبقى حالفة حفالة الشّعير أَو التَّمْر لَا يباليهم الله باله».
الْبَزَّار: ثَنَا يحيى بن الْمُعَلَّى بن مَنْصُور، ثَنَا جُنَادَة بن مُحَمَّد الدِّمَشْقِي، ثَنَا عبد الحميد بن حبيب بن أبي الْعشْرين، عَن الْأَوْزَاعِيّ، عَن الزُّهْرِيّ عَن سعيد بْن الْمسيب، عَن أبي هُرَيْرَة قَالَ: قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «لتنتقن كَمَا ينتقى التَّمْر من الحثالة، وليذهبن بخياركم، وليبقين شِرَاركُمْ، فموتوا إِن اسْتَطَعْتُم».
وَهَذَا الحَدِيث لَا نعلم رُوِيَ عَن أبي هُرَيْرَة، عَن رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَّا من هَذَا الْوَجْه بِهَذَا الْإِسْنَاد، وَعبد الحميد لَيْسَ بِهِ بَأْس. انْتهى كَلَام أبي بكر الْبَزَّار- رَحمَه الله.
عبد الحميد هَذَا ثِقَة، وَثَّقَهُ أَبُو زرْعَة وَأحمد بن حَنْبَل.

.بَاب الْعُمر الَّذِي أعذر الله فِيهِ إِلَى ابْن آدم:

البُخَارِيّ: حَدثنَا عبد السَّلَام بن مطهر، ثَنَا عمر بن عَليّ، عَن معن بن مُحَمَّد الْغِفَارِيّ، عَن سعيد بن أبي سعيد المَقْبُري، عَن أبي هُرَيْرَة، عَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «أعذر الله إِلَى امْرِئ أخر أَجله حَتَّى بلغه سِتِّينَ سنة».
تَابعه أَبُو حَازِم وَابْن عجلَان عَن المَقْبُري.

.بَاب فضل طول الْعُمر فِي طَاعَة الله عز وَجل:

التِّرْمِذِيّ: حَدثنَا أَبُو حَفْص عَمْرو بن عَليّ، ثَنَا خَالِد بن الْحَارِث، ثَنَا شُعْبَة، عَن عَليّ بن زيد، عَن عبد الرَّحْمَن بن أبي بكرَة، عَن أَبِيه «أن رجلا قَالَ: يَا رَسُول الله، أَي النَّاس خير؟ قَالَ: من طَال عمره، وَحسن عمله. قَالَ: فَأَي النَّاس شَرّ؟ قَالَ: من طَال عمره، وساء عمله».
قَالَ أَبُو عِيسَى: هَذَا حَدِيث حسن صَحِيح.
أَبُو دَاوُد: حَدثنَا مُحَمَّد بن كثير، أَنا شُعْبَة، عَن عَمْرو بن مرّة قَالَ: سَمِعت عَمْرو بن مَيْمُون، عَن عبد الله بن ربيعَة، عَن عبيد بن خَالِد السّلمِيّ قَالَ: «آخى رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَين رجلَيْنِ، فَقتل أَحدهمَا وَمَات الآخر بعده بجمعة أَو نَحوه، فصلينا عَلَيْهِ، فَقَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: مَا قُلْتُمْ؟ فَقُلْنَا: دَعونَا لَهُ وَقُلْنَا: اللَّهُمَّ اغْفِر لَهُ وألحقه بِصَاحِبِهِ. فَقَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: فَأَيْنَ صلَاته بعد صلَاته، وصومه بعد صَوْمه- شكّ شُعْبَة فِي صَوْمه- وَعَمله بعد عمله، فَإِن بَينهمَا كَمَا من السَّمَاء وَالْأَرْض».

.بَاب فضل من شَاب شيبَة فِي الْإِسْلَام:

التِّرْمِذِيّ: أخبرنَا هناد، ثَنَا أَبُو مُعَاوِيَة، عَن الْأَعْمَش، عَن عَمْرو بن مرّة، عَن سَالم بن أبي الْجَعْد، أَن شُرَحْبِيل بن السمط قَالَ: يَا كَعْب بن مرّة، ثَنَا عَن رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَاحْذَرْ. قَالَ: سَمِعت النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُول: «من شَاب شيبَة فِي الْإِسْلَام كَانَت لَهُ نورا يَوْم الْقِيَامَة».
قَالَ أَبُو عِيسَى: يُقَال: كَعْب بن مرّة، وَمرَّة بن كَعْب، وَالْمَعْرُوف من أَصْحَاب النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مرّة بن كَعْب الْبَهْزِي، قد روى عَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَحَادِيث. قَالَ أَبُو عِيسَى: وَهُوَ حَدِيث حسن.

.بَاب فِي التَّوَكُّل، وَقَول الله تَعَالَى: {وعَلى الله فتوكلوا إِن كُنْتُم مُؤمنين}، وَقَوله عز وَجل: {وَمن يتق الله يَجْعَل لَهُ مخرجا وَيَرْزقهُ من حَيْثُ لَا يحْتَسب وَمن يتوكل على الله فَهُوَ حَسبه}:

التِّرْمِذِيّ: حَدثنَا عَليّ بن سعيد الْكِنْدِيّ، ثَنَا ابْن الْمُبَارك، عَن حَيْوَة بن شُرَيْح، عَن بكر بن عَمْرو، عَن عبد الله بن هُبَيْرَة، عَن أبي تَمِيم الجيشاني، عَن عمر بن الْخطاب قَالَ: قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «لَو أَنكُمْ كُنْتُم توكلون على الله حق توكله لرزقتم كَمَا ترزق الطير تَغْدُو خماصاً، وَتَروح بطاناً».
قَالَ أَبُو عِيسَى: هَذَا حَدِيث حسن صَحِيح.
الْبَزَّار: حَدثنَا أَحْمد بن إِبْرَاهِيم بن الْجُنَيْد، ثَنَا هِشَام بن خَالِد، ثَنَا الْوَلِيد بن مُسلم، ثَنَا عبد الرَّحْمَن بن يزِيد بن جَابر، عَن إِسْمَاعِيل بن عبيد الله، عَن أم الدَّرْدَاء، عَن أبي الدَّرْدَاء قَالَ: قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «إِن الرزق ليطلب العَبْد كَمَا يَطْلُبهُ أَجله».
وَهَذَا الحَدِيث لَا نعلمهُ يرْوى عَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَّا من هَذَا الْوَجْه، وَلَا نعلم لَهُ طَرِيقا غير هَذَا الطَّرِيق، وَلَا نعلم رَوَاهُ عَن الْوَلِيد إِلَّا هِشَام بن خَالِد وَلم يكن بِهِ بَأْس، إِلَّا أَنه لم يُتَابع على هَذَا الحَدِيث، وَقد احتمله عَنهُ أهل الْعلم وذكروه عَنهُ، وَإِسْنَاده صَحِيح إِلَّا مَا ذكرُوا من تفرد هِشَام بن خَالِد بِهِ، وَلَا نعلم لَهُ عِلّة.
أَبُو بكر بن أبي شيبَة: حَدثنَا أَبُو مُعَاوِيَة، عَن الْأَعْمَش، عَن سَلام بن شُرَحْبِيل، عَن حَبَّة وَسَوَاء ابْني خَالِد قَالَا: «دَخَلنَا على رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ يعالج شَيْئا، فأعناه عَلَيْهِ، فَقَالَ: لَا تيأسا من الرزق مَا تهززت رءوسكما، فَإِن الْإِنْسَان تلده أمه أَحْمَر لَيْسَ عَلَيْهِ قشر ثمَّ يرزقه الله».
قَالَ البُخَارِيّ: يُقَال: سَلام بن شُرَحْبِيل وَسَلام أَبُو شُرَحْبِيل، سمع حَبَّة وَسَوَاء، سمع مِنْهُ الْأَعْمَش.
الْبَزَّار: حَدثنَا إِبْرَاهِيم بن هَانِئ وَعبد الله بن أبي ثُمَامَة الْأنْصَارِيّ وَمُحَمّد بْن عمر بن هياج، ثَنَا قدامَة بن زَائِدَة بن قدامَة، حَدثنِي أبي، عَن عَاصِم، عَن زر، عَن حُذَيْفَة قَالَ: «قَامَ النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَدَعَا النَّاس فَقَالَ: هلموا إِلَيّ. فاقبلوا إِلَيْهِ. فجلسوا فَقَالَ: هَذَا رَسُول رب الْعَالمين جِبْرِيل صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نفث فِي روعي أَنه لَا تَمُوت نفس حَتَّى تستكمل رزقها، فَاتَّقُوا الله وأجملوا فِي الطّلب، وَلَا يحملنكم استبطاء الرزق أَن تأخذوه بِمَعْصِيَة الله، فَإِن الله لَا ينَال مَا عِنْده إِلَّا بِطَاعَتِهِ».
وَهَذَا الحَدِيث لَا نعلمهُ يرْوى عَن حُذَيْفَة إِلَّا من هَذَا الْوَجْه.
البُخَارِيّ: حَدثنَا أَبُو الْيَمَان، أَنا شُعَيْب، عَن الزُّهْرِيّ، أَخْبرنِي عَمْرو بن أبي سُفْيَان بن أسيد بن جَارِيَة الثَّقَفِيّ- وَهُوَ حَلِيف لبني زهرَة، وَكَانَ من أَصْحَاب أبي هُرَيْرَة- أَن أَبَا هُرَيْرَة قَالَ: «بعث رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عشرَة رَهْط سَرِيَّة...» فَذكر قصَّة خبيب وَقَالَ فِيهِ: «فَأَخْبرنِي عبيد الله بن عِيَاض أَن بنت الْحَارِث أخْبرته قَالَت: وَالله مَا رَأَيْت أَسِيرًا قطّ خيرا من خبيب، وَالله لقد رَأَيْته يَوْمًا يَأْكُل من قطف عِنَب، وَإنَّهُ لموثق فِي الْحَدِيد وَمَا بِمَكَّة من ثَمَر. وَكَانَت تَقول: إِنَّه لرزق من الله رزقه خبيباً».
البُخَارِيّ: حَدثنِي إِسْحَاق، ثَنَا روح بن عبَادَة، ثَنَا شُعْبَة، سَمِعت حُصَيْن بْن عبد الرَّحْمَن قَالَ: كنت قَاعِدا عِنْد سعيد بن جُبَير، فَقَالَ: عَن ابْن عَبَّاس، أَن رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «يدْخل الْجنَّة من أمتِي سَبْعُونَ ألفا بِغَيْر حِسَاب، هم الَّذين لَا يسْتَرقونَ، وَلَا يَتَطَيَّرُونَ، وعَلى رَبهم يَتَوَكَّلُونَ».
التِّرْمِذِيّ: حَدثنَا مُحَمَّد بن بشار، ثَنَا أَبُو دَاوُد الطَّيَالِسِيّ، ثَنَا حَمَّاد بن سَلمَة، عَن ثَابت، عَن أنس بن مَالك قَالَ: «كَانَ أَخَوان على عمد رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَكَانَ أَحدهمَا، يَأْتِي النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَالْآخر محترف، فَشَكا المحترف أَخَاهُ إِلَى النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: لَعَلَّك ترزق بِهِ».